إذاعة ولاية شمال كردفان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إذاعة ولاية شمال كردفان

منتديات إذاعة ولاية شمال كردفان منتديات ثقافية إجتماعية رياضية عامة تهتم بشأن ولاية شمال كردفان في شتى المجالات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أيام من ذهب في إذاعة الأبيض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ود الخليفة




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 16/04/2011

أيام من ذهب في إذاعة الأبيض  Empty
مُساهمةموضوع: أيام من ذهب في إذاعة الأبيض    أيام من ذهب في إذاعة الأبيض  I_icon_minitimeالأحد مايو 01, 2011 9:59 pm

تلك هى واحده من المقالات التى كتبها الأستاذ / صديق جوهر ..


فى صحيفة الشمس .. لا يزالُ أهل كردفان ينتظرون عودة الإذاعة إلى أيامها الأولى .. حينما أطلقوا عليها ( العصر الذهبي ) لإذاعة الأبيض .. فهل كان العاملون بها مؤهلون أكثر من الحاضرين ؟ ام أنَّ المسؤولين عنها في الحكومة آنذاك كانوا أكثر اهتماماً بها ؟! ولماذا كان عصراً من ذهب ؟!
كل هذه الأسئلة ستجدون إجاباتها عبر هذا المقال من شخصٍ عاشها لحظة بلحظة .. لعشر سنوات كاملة ..
كان يُطلق عليها اسم ( إذاعة إقليم كردفان ) أسسها اللواء الفاتح بشارة حاكم الإقليم آنذاك في العام 1984م – وكان رحمه الله يتابع كل صغيرة وكبيرة تبث عبر هذه الإذاعة .. فكان يتحدث معنا عبر التلفون مباشرة بعد أن ننهى قراءة نشرة الأخبار فيشيد بالأداء تارة ويبدى بعض الملاحظات تارة أخرى ..
أول مدير أوكلت إليه مهمة إدارتها هو الأستاذ الإعلامي الفذ عوض محمدانى رحمه الله وكان آنذاك موظفاً بالثقافة والإعلام التي كان مديرها الأستاذ عبد الرحمن رضوان المستشار الإعلامي لولاية الخرطوم حالياً – وكان محررو الأخبار في الإذاعة موظفين تابعين للثقافة والإعلام وأذكر منهم : عبد الله نور الدائم الذي ما زال يعمل محرراً لأخبار حكومة جنوب كردفان – وعلى محمد عبد القادر الذي يعمل اليوم مديراً لوكالة سونا بالأبيض – وسيد أحمد على محمود ويعمل اليوم بأمانة حكومة شمال كردفان محرراً لأخبارها – وفيصل باب الله الذي أصبح اليوم مديراً للثقافة والإعلام بالوزارة – وفيصل دول رحمه الله – وآدم محمد الزهري الذي يعمل اليوم في منظمة القرى الصديقة – ومنير محمد الغالي الذي يعمل مسجلاً للهيئات والجماعات الثقافية بالولاية وآخرين حيث كانوا يتوزعون على المصالح الحكومية يومياً فيأتوننا بأخبارها ..
كانت الإذاعة تبث برامجها عبر عربة استجلبت من الإشارات ببحري وبعد عام كامل تم توصيل ( التـَوَر ) ببرج الإرسال الذي يتصل بمحطة خور طقت الدونكى وكان أول مهندس إرسال لها محمد عبد الرحيم الذي تدرب في اليابان ثم جاء المهندس محمود عبد القادر والذي ما زال مسؤولاً عن تلك المحطة حتى يومنا هذا ..
لقد تمَّ اختيار الأستاذ عوض محمدانى مديراً للإذاعة لتجربته السابقة في إعداد وتقديم ( رسالة كردفان ) التي كانت تبث عبر إذاعة أم درمان والتي من خلالها سطع نجم المطربين الكردفانيين أمثال : عبد القادر سالم وعبد الرحمن عبد الله ( ود بارا) وإبراهيم موسى أبا وصديق عباس وأم بلينة السنوسي وحمودة محمد حامد وآخرين
أنشئ أول استديو للإذاعة بين مباني الثقافة والإعلام ومتحف شيكان وكان الناس يزورونها من داخل الأبيض وخارجها ولم تكن لدينا مكاتب في بادئ الأمر عدا برندة أمام الاستديو فيها تربيزة المدير وبقية المذيعين وإذا دخل أحدنا الاستديو فعلى البقية أن يصمتوا أو يغادروا خارج المكان فكنا وضيوفنا نجلس تحت ظلال اللالوب حتى أن الظلال نفسها كانت تبتسم لضيوفها من خلال أشعة الشمس الرقيقة التي كانت ترسلها ساعة الظهيرة ..
وقصة التحاقي بالإذاعة بدأت من الرحلة الخلوية التي أقامها أهل قرية أم دبيبة وغبش التابعتين لريفي غبيش عندما تم نقلى إلى الأبيض فقد تنبأ الأخ الأستاذ محي الدين سالم سفيرنا اليوم بأديس أبابا وكان وقتها طالباً بجامعة الخرطوم بأن نجمي سيسطع عبر أجهزة الإعلام في الأبيض ولم تكن الإذاعة آنذاك قد أنشئت بعد ..
وبعد أسبوع من إنشائها كنت في طريقي من منزلنا بحي المعاصر بالأبيض إلى مدرسة الوفاء المتوسطة بنات التي أعمل فيها وعند مروري بالسوق الشعبي الذي يقع بجوار مدرسة الأبيض الأهلية سمعت من الراديو ( هنا الأبيض ) فاندهشت ولم أصدِّق أن الأبيض أصبحت لها إذاعة – توجهت إلى مكتب الأستاذ محمد يوسف الدقير مدير مكتب الحاكم ( الفاتح بشارة ) وكان الدقير وهو شقيق لجلال الدقير وزير الصناعة الحالي وقد كان يتقدمني بثلاث سنوات في مدرسة الفاشر الثانوية فكتب رسالة إلى عوض محمدانى لاستيعابي مذيعاً .. رحب بى الأستاذ عوض ترحيباً حاراً وأدخلني الاستديو للاختبار ولم أكمل السطر الثاني في واحدة من الصحف حتى أشار لي المدير بالتوقف وعندما خرجت من الاستديو لأعرف النتيجة قال لي عوض محمدانى : ( مبروك فأنت مذيع جاهز ) – وبعد ربع ساعة فقط دخلت الاستديو وقدمت برنامج ( شخصيات من كردفان ) الذي كان يعده الأستاذ حسن نايل وفى اليوم الذي تلي بث البرنامج وصلتني عشرات الرسائل المشيدة بأدائي – ولم أكمل الأسبوع حتى بدأت في إعداد أول برنامج لي سميته ( همسات المستمعين ) وهو برنامج جماهيري .. أثار إعجاب وفد إذاعة أم درمان الذي كان يتكون من المخرج العمرابى والمذيع محمد زين ومحمد الكبير الكتبى – فأخرجوا لي مقدمة البرنامج التي كانت مثار إعجاب المستمعين ..
هذا البرنامج تصله ما بين ألف وألف وخمسمائة رسالة في الشهر وكنت أقوم بتعديل الكثير من المساهمات الأدبية والنثرية والشعرية فكان ميلاد الكثير من الشعراء الشباب وكان من أبرز الذين يشاركون في هذا البرنامج من الشعراء الكردفانيين الأستاذ النور عكاشة و عبد الرحمن عوض الكريم و محمد عمر عبد الرحيم الأحدب و محمد عبد الله أبكر و الوسيلة عبد الرحمن أحمد و مزمل بدوى بخات و محمد أحمد الزاكى وقمر الدولة موسى عبد المجيد وآخرين ..
واستضاف هذا البرنامج الجماهيري الثقافي عدداً من الشخصيات البارزة في كل المجالات منهم المخرج الشفيع إبراهيم الضو – وماما أمينة المذيعة التلفزيونية والممثل محمد شريف على – والإذاعي الرائع إبراهيم البزعى – والمذيع اللامع علم الدين حامد والملحن يوسف القديل والفنان عباس عبدو والشاعر الكردفانى فضيلى جماع – والشاعر بشرى مهدي خريف – والموسيقار محمدانى مدني ونجوم كرة القدم من أبناء كردفان أمثال طارق أحمد آدم ومنصور بشير تنقا وغيرهم ..
شاركني التقديم في هذا البرنامج الأستاذة / بدور على شمبول و شعيب يونس يحي و الحسن عبد الكريم وعمر عبد الكريم ومحمد عبد الكريم وخليفة جمعة الخليفة وجميعهم يعملون اليوم في إذاعة أم درمان وغيرها من الإذاعات .. إلى جانب المذيع العالمي إبراهيم أبو كواية والذي عمل في قناة الجزيرة بالدوحة وإذاعة صوت الوطن العربي الكبير بالجماهيرية الليبية وهو يعمل اليوم أستاذاً للإعلام بجامعة غرب كردفان ( النهود ) .. وقد تدرب على يدي في هذا البرنامج من المذيعين والمذيعات سعاد على عبد الرازق والتي كنا نطلق عليها ( مديحة المدفعي ) تيمناً بالمذيعة الشهيرة في إذاعة البى بى سى – والمذيعة سهام عمر أبو كندى التي كانت تبكى لأبسط الأسباب – وسوسن على تاور التي كانت تخاف من التقديم خوفاً من نقد مدير الإذاعة الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة فالراديو لا يفارقه حتى لو كان في الحمام

واذكر اننى قد أوقفت سوسن على تاور ونجوى يوسف آدم من التقديم عندما كنت كبير المذيعين .. فعوض محمدانى كان يدلى بملاحظاته يومياً إلى كل الذين شاركوا في التقديم أمام كل الحاضرين حتى لا تتكرر الأخطاء مستقبلاً ولأننا كنا نخشى نقده ونعمل له ألف حساب – كنا نحرص كثيراً على تجويد أدائنا – الأمر الذي صنع مذيعين كانوا على قدر كبير من التأهيل عملوا جميعاً في إذاعة أم درمان والإذاعات الأخرى .. وكان يشاركني في تقديم البرنامج أيضاً الأستاذ الشاعر محمد آدم البدين وهو أحد تلاميذي في ود بندا المتوسطة عام 1973م وكان يعد ويقدم برنامج ليالي القرية الذي ( يبحث في التراث ) وبرنامج ( زوايا خاصة ) وجاءت بعده حنان مكي جعفر وشاركتني التقديم أيضا الأستاذة إقبال الجعفري وسعاد عبد الرحيم وآمنة الحويج ..
الذين سبقونا للإذاعة بأسبوع هم : حامد عثمان أحمد الذي كان يعد ويقدم برنامج : عناقيد الكلام وبانوراما – وحامد جاد الله الذي تخصص في تقديم البرامج الدينية – ومحمود أبو مية المصري الجنسية وكان يعمل معلماً بمدرسة الأبيض الصناعية وله برنامج يسمى ( بسمات النبي ) – والفاتح محمد خير الذي كان يعد ويقدم برنامج ( نسمات الأصيل ) وكان يعمل محاسباً للإذاعة ..
ومدير الإذاعة الأستاذ عوض محمدانى كان يقدم برنامج ( من أرشيف رسالة كردفان ) – وكان الأستاذ التجانى حسن إدريس نائب المدير يعد ويقدم برنامج ( ملاعب الرياضة ) والذي كان يثير بلبلة في أواسط الرياضيين لسبب تعليقهِ الرياضي الذي يختتم به البرنامج اليومي .. ومن المذيعين المتعاونين أذكر منهم : ماجدة مكي قمر – وإحسان نصر الحاج ولهما ( من كل نبع قطرة ) – والأستاذ عبد الله إسماعيل وله برنامج شهير ( أنا كردفان ) كان برنامجاً يبحث أيضا في التراث الكردفانى الأصيل ..
وكانت البرامج الإذاعية ( همسات المستمعين ومن أرشيف رسالة كردفان و أنا كردفان و ليالي القرية ) تحوز كل ثلاثة أشهر على جوائز الإذاعة التي كان يقدمها مدير الإذاعة تحفيزاً للمذيعين والمتعاونين .. ومن البرامج أيضا ( أدب البداوة ) للأستاذين النور صالح حميدة وعبد القادر مصطفى – وبرنامج ( صحتك ) لعبد اللطيف عيد – و( أضواء على كردفان ) للضى حسن أحمد و ( أبناء الغد ) لميرغنى محمد الحسن و ( أحداث الأسبوع ) لجاد الله أحمد النضيف – وبرنامج الأطفال لصديق محمد نور وقبس من السيرة لإسماعيل حمدتو – والأنوار المحمدية لإسماعيل حسن عبد القادر - والهجانة لإسماعيل إدريس – ثم جاء بعد ذلك من المذيعين عبد الله محمد الحسن وكان شاباً مهذباً ورزيناً يميل إلى البرامج الثقافية المتخصصة في الشعر والمفردات الرقيقة – وكان الأساتذة الشاذلي يوسف إبراهيم والطاهر المرضى حميدتى وإقبال إبراهيم النضيف وعايدة على محمد .. قد تخصصوا في تقديم برنامج الرياضة ويشاركهم في ذلك الأستاذ أبو بكر عبد الكريم ( شقيق محمد والحسن وعمر ) الذين سبقوه للإذاعة واذكر في هذه المناسبة أن الأخ محمد عبد الكريم عبد الله المذيع بإذاعة أم درمان عندما كان معنا في إذاعة الأبيض كان كثير الشكوى لمدير الإذاعة من البرامج السياسة التي كنت أقوم بإعدادها وتقديمها آنذاك خاصة بعد ثورة الإنقاذ الوطني في الفترة الصباحية – فكانت ( صباح الخير كردفان ) و ( وصوت الجماهير ) وأخيراً ( أيها الشعب تقدَّم ) – والغريب في الأمر أن الأخ محمد عبد الكريم عندما التحق بإذاعة أم درمان أصبح مولعاً بالبرامج السياسية ومتيماً باللقاءات مع القيادات السياسية ولست أدرى هل كان هذا التحول قد فُرض عليه أم أنه أحسَّ بأهمية هذا النوع من البرامج مؤخراً ؟! وللحقيقة أقول أن أبناء عبد الكريم عبد الله الأربعة ( محمد والحسن وعمر وأبو بكر ) كانوا من الطلاب الأذكياء في جامعة الخرطوم قبل أن يلتحقوا بالإذاعة – ومن الفنيين الذين كانوا يقومون بتسجيل وإخراج البرامج الإذاعية في بداية تأسيس الإذاعة : مكي ميرغنى أحمد وهو رفيق عوض محمدانى في رسالة كردفان وأحمد خليل عبد الله – ثم جاءت جمال أبو القاسم محمد وفيصل حسن نايل ونجوى يوسف آدم ( زوجتي ) ومحمد جبارة على وفاطمة حسن وما زالوا يواصلون مسيرة التسجيل وتشغيل الإذاعة وإخراج البرامج عدا الأستاذة جمال أبو القاسم التي أنشأت مركز للإعلام وفاطمة حسن التي تعمل اليوم في رياض الأطفال .. اما مواد الإذاعة من غناء ومسلسلات فكنا نعتمد على إرشيف رسالة كردفان وما نسجله من إذاعة أم درمان وكان أول مسلسل تم إنتاجه في إذاعة الأبيض هو ( الدرب الصعب ) بطولة الهادي الصديق وسعاد عبد الرحيم ..
كان العاملون بالإذاعة من مذيعين وموظفين وفنيين ومهندسين لا يغادرون مبنى الإذاعة حتى نهاية الإرسال وكان الأستاذ عوض محمدانى مدير الإذاعة ينقل إلينا في صينية كبيرة وجبة الغداء الدسمة بعربتهِ البوكس يومياً وكانت تربطنا علاقات اجتماعية قوية وكنا كالأسرة الواحدة لهذا كان العطاء كبيراً والمردود عظيماً ..
من الأسباب التي جعلت من إذاعة الأبيض مصنعاً حقيقياً للمذيعين هي الاهتمام بالتدريب منذ البداية فكان المركز القومي للتدريب الإعلامي ومؤسسة فردرش ناومان الألمانية حضوراً في دورات متتالية لتأهيل المذيعين في تحرير الأخبار وإنتاج البرامج وتقديمها وإخراجها هذا إلى جانب الاهتمام والمتابعة الدقيقة لكل ما كان يُقدَّم من عمل إذاعي من المسؤولين في الحكومة ومن مدير الإذاعة – والدورات التي كنا نعقدها في عهد الأستاذ إبراهيم أبو كواية المدير الذي جاء بعد الأستاذ عوض محمدانى وقد أهلت تلك الدورات العديد من المذيعين اذكر منهم : نوال البدوي عثمان ويوسف على أحمد وطارق التوم بشرى والأخيران يعملان بإذاعة أم درمان والإذاعات الأخرى كل هذا ساعد في تأهيل مذيعين مقتدرين يقودون اليوم العمل الإذاعي في الفضائيات والإذاعات المختلفة .. اما أسامة الخليفة الذي يعمل اليوم في الفضائية السودانية فكان يشارك في برنامج الأطفال لصغر سنه ..
أذكر أن في عام 1985م تعطَّل ميكروويف أم روابة بسبب حادث عربة – وتوقف الإرسال التلفزيوني فلجأنا إلى تجربة أول محطة للتلفزيون المحلى كانت تقدِّم المسلسلات التي يختارها المغتربون من أبناء كردفان في السعودية والأمارات وبعض البرامج الجماهيرية مع المسابقات الثقافية كما تقدَّم المحطة نشرة الأخبار فألتفَّ حولها المشاهدون وعندما عاد الإرسال القومي طالبوا بعودة التلفزيون المحلى فكانت النواة الأولى في العام 1986م عندما أسس المهندس إمام محمود التلفزيون الولائى - ثم جاء بعده الأستاذ الشاذلي يوسف إبراهيم الذي حوَّل التلفزيون إلى تحفة رائعة من حيث المباني المتمثلة في المكاتب والاستوديوهات التي زودت بأحدث الأجهزة وقد عمل فيها المذيعون الذين يعملون اليوم في القنوات الفضائية المختلفة أمثال إخلاص النورانى وسارة فضل الله وخليل أحمد عبد الكريم وعبد الله محمد الحسن وعمر عبد الكريم وأبو بكر عبد الكريم والرائع المبدع سعد الدين حسن وناجى حسن محمد نور ..
عددُُ كبيرُُ من المستمعين الذين عاصروا العصر الذهبى للإذاعة ما زالوا يذكرون تلك البرامج التي كان يتابعها الآلاف ولا زالوا حتى هذه اللحظة يطالبون بعودتها وذلك لضعف ما يقدَّم اليوم من برامج لم يجتهد معدوها كثيراً بينما كنا في السابق نساهر الليالي الطوال لإعداد الحلقة الواحدة .. لأنَّ المستمع الكردفانى لا يستهان به من حيث ثقافتهِ وفكرهِ وسموقهِ علماً ومعرفة ..
كان إنتدابى للإذاعة من 1984م وحتى 1986م – حيث أصبحت بعدها مقسَّماً بين وزارة التربية والتعليم والإذاعة وذلك باتفاق مع مدير عام التعليم آنذاك الأستاذ عبد الوهاب الجاك والأستاذ عبد الرحمن رضوان مدير الثقافة والإعلام حتى العام 1993م – بجانب عملي السياسي والتعبوي باللجنة الشعبية للإنقاذ .. وأمانة المؤتمر الوطني حتى مارس 1999م – فكنت أدرس في الصباح قبل الفطور واختتم يومي بالإذاعة حتى نهاية الإرسال .. وكنا يومها نعد ونقدِّم البرامج ونقرأ نشرات الأخبار ونجرى اللقاءات – وننقل بالمسجل العادي احتفالات الولاية بالمناسبات المختلفة ..
من المشاركين الذين لا أنساهم في برنامجي ( همسات المستمعين ) الذي كان يقدَّم مرتين في الأسبوع ولمدة نصف ساعة كاملة – الشاعر ود الزاكى وفيروز العاقب الضو التي أصبحت بعد ذلك معد ومقدم لبرنامج في الإذاعة .. وكذلك المستمعة / شذى عوض التي كانت تكتب نثراً يسحر القلوب ويثلج الصدور من حلاوته وسلاسة مفرداته ..
الرسالة التي أود أن أرسلها اليوم لإخوتي وأخواتي في الإذاعتين المسموعة والمرئية في ولاية شمال كردفان هي :-
ألاَّ يتوقفوا عن البحث والتحصيل للوصول إلى المعلومة وأن يواكبوا التطور ويأتوا بالجديد في مجال البرامج وأن يسارعوا لتسجيل وتوثيق التراث الكردفانى قبل فوات الأوان .. ليكون زاداً للأجيال الحاضرة والقادمة في مشوارها الطويل بإذن الله ..
وأقول للإخوة المسؤولين عن هذه الأجهزة الإعلامية أعيروها اهتماماً أكثر وحفزِّوا العاملين بها ليصنعوا الإبداع ..
فالمستمعون اليوم والمشاهدون أمامهم عدة خيارات للاستماع والمشاهدة – إذاعات الـ FM المنتشرة وقنوات فضائية بالكوم والردوم .. وعليك أن تجد مكاناً لنفسك بين هؤلاء العمالقة .. وإلاَّ فأنك مجرد مؤذن في مالطة هذه الجزيرة التي تقع في قلب البحر المتوسط خلقها الله آية من آيات الجمال الساحر – لكنك لا تجد من يستجيب لك حتى إذا أرتفع صوتك بالآذان – والأسباب معروفة ..
وبمناسبة مالطة سأكتب لكم بمشيئة الله في العدد القادم عن تجربتي فيها عندما زرت ُ عاصمتها فالتا الساحرة أكثر من مرة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أيام من ذهب في إذاعة الأبيض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إذاعة ولاية شمال كردفان :: القسم العام-
انتقل الى: